ريادة اللجنة الأولمبية القطرية في تعزيز الحركة الأولمبية في قطر

مارس ٢٩,٢٠٢٤
٢٣ - -٢٠٢٢

ريادة اللجنة الأولمبية القطرية في تعزيز الحركة الأولمبية في قطر

الدوحة/ رسخت اللجنة الأولمبية القطرية دورها في مسيرة التطور والتقدم التي تشهدها دولة قطر بخطى متسارعة لاسيما في القطاع الرياضي، ولم يقتصر ذلك الدور على تنظيم البطولات المحلية والقارية والدولية وتكوين فرق ومنتخبات منافسة وقوية، بل أثرت المنظومة الرياضية والمجتمعية بالبرامج والمبادرات الملهمة للأجيال الناشئة والشابة وللمجتمع بمختلف أطيافه.

وتبذل اللجنة الأولمبية القطرية جهودها من أجل تحقيق رسالتها في نشر الرياضة والأنشطة البدنية في الدولة، ودعم وتطوير الحركة الأولمبية وفقاً لمبادئ الميثاق الأولمبي.

كما يأتي العنصر البشري في مقدمة أولويات اللجنة الأولمبية القطرية وتحمل على عاتقها مهمة دعم وتطوير الأداء الرياضي واستقطاب فئات الرياضيين والهواة والموهوبين وغرس المبادئ والقيم الأولمبية في نفوسهم.

ومن أجل تحقيق ذلك بادرت اللجنة الأولمبية القطرية بتنظيم عدد من المشاريع والبرامج المجتمعية التي تستهدف فئات المجتمع من الجنسين بمختلف الأعمار لاسيما الفئات السنية الصغيرة من طلبة المدارس ورياض الأطفال وصولاً إلى المراحل المتقدمة.
كما تلتزم اللجنة الأولمبية القطرية بصناعة التغيير أثناء تنظيم الفعاليات الرياضية وتظل هي المؤسسة الرائدة في دفع عجلة التنمية الرياضية المستدامة بدولة قطر وتسعى جاهدة من أجل تحقيق الأهداف الرياضية.

وتُدرك اللجنة الأولمبية القطرية واجبها وقيمة دورها الريادي في مجال إدارة الأحداث المستدامة من خلال تنظيم الأنشطة المتعلقة بالفعاليات المستوفية معايير الاستدامة.

وفي هذا السياق تبرز أمامنا عدد من البرامج الهامة وسوف نخص بالذكر التي تستهدف الفئات السنية الصغيرة والطلاب والطالبات.

البرنامج الأولمبي المدرسي
تأسس البرنامج الأولمبي المدرسي في عام 2007 كإرث تركته لنا دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها قطر في عام 2006، وجاءت فكرته استجابةً لمبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – أمير البلاد المفدى وقد كان سموه رئيس اللجنة الأولمبية القطرية آنذاك، وتشرف اللجنة الأولمبية القطرية على تنظيم البرنامج الأولمبي المدرسي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وتعتبر دولة قطر هي اول دولة في المنطقة ومن اوائل الدول على مستوى العالم التي طبقت هذا البرنامج في مدارسها.

ويحتل البرنامج الأولمبي المدرسي مكاناً أساسياً في التزام قطر بتطوير الرياضة بدءاً من المراحل الدراسية الأولى. ويهدف البرنامج إلى زيادة مستوى المشاركة الرياضية بين الشباب وتثقيفهم حول القيم الأولمبية، وبالتالي، المساهمة في الوصول إلى مجتمع صحي ومتماسك. كما يهدف البرنامج إلى وضع اللبنة الأولى في سبيل تدريب رياضيين ناجحين بمستوى عالمي، وهو ما تسعى اللجنة الأولمبية القطرية إلى تحقيقه من خلال عقد الشراكات مع الاتحادات الوطنية بغية تحديد المواهب الرياضية التي بإمكانها تمثيل دولة قطر على الساحة الدولية.

ويشهد البرنامج نمواً مضطرداً في أعداد المشاركين حيث ارتفع من 7,099 طالباً مشاركاً في نسخته الأولى ليصل إلى 26,454 طالباً من 461 مدرسة كأعلى نسبة مشاركة. ويتنافس فيه الطلاب في 14 رياضة مختلفة تتضمن الألعاب البارالمبية طوال السنة الدراسية، حيث يبذل فيها الجميع أقصى ما لديهم للتأهل إلى النهائيات التي تقام في شهر مارس من كل عام. أصبح البرنامج منارة مضيئة في تطوير الرياضات على مستوى المنطقة مما دفع الدول الأخرى إلى تبني نموذج مشابه في مدارسهم.

نسخة استثنائية من البرنامج الأولمبي المدرسي
رغم ما واجهه العالم من تحديات إثر انتشار جائحة كوفيد 19 إلا أن اللجنة المنظمة للبرنامج الأولمبي المدرسي تمكنت من تنظيم منافسات النسخة الماضية 2020-2021 على هيئة مسابقات افتراضية، وكانت المشاركة كبيرة جداً بلغت 1700 طالب وطالبة شاركوا في المسابقات، و270 مدرسة خاصة وحكومية.

مشروع نموذج مسار بناء الرياضيين القطريين "كن رياضي"
مشروع "كن رياضي" هو نموذج فريد لمسار بناء الرياضيين في قطر والذي يسعى إلى تطوير جيلٍ جديد من الأبطال الرياضيين القطريين. وهو نتاج مشروع استغرق ثلاث سنواتٍ من العمل الدؤوب بقيادة اللجنة الأولمبية القطرية بالتعاون مع أكاديمية أسباير، إلى جانب الاتحادات.

انتهت اللجنة الأولمبية القطرية من المرحلة الأولى من هذا المشروع الوطني الذي يخدم فئة قد تكون هي الأهم في المجتمع وتعمل بالتعاون مع الاتحادات الرياضية القطرية عن كثب لتقديم الدعم اللازم في جميع المراحلالقادمة، ونظمت منه النسخ الثلاث وكانت الأخيرة منها عام 2019 قبل انتشار جائحة كوفيد 19.


ويُمثل نموذج مسار بناء الرياضيين إطاراً عملياً متيناً ومتكاملاً يهدف إلى توحيد جميع جهود الكيانات الرياضية في قطر في مهمتها لاكتشاف وتطوير وتعزيز الرياضيين الموهوبين في كل مرحلة من مراحل مسيرتهم الرياضية الاحترافية، بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة، وحتى مرحلة ما بعد الاعتزال، بحيث تدعمهم في معرفة نقاط القوة لديهم، وبالتالي تمكينهم من الوصول إلى قدراتهم الكاملة. يُعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو مثال آخر لجهود قطر المتواصلة لاكتشاف آفاقٍ جديدة في مجال تطوير الرياضة على جميع المستويات.

وتضمن مشروع "كُن رياضي" 39 نموذجاً، يختص كل واحدٍ منها برياضة مُعينة، وقد صُمم كل نموذج بحيث يُحقق أفضل درجات التطوير في رياضاتٍ وتخصصاتٍ رياضية مختلفة آخذاً بعين الاعتبار رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاركة النسائية في الرياضة. ورافق المشروع خلال مرحلة التطبيق نظام معلوماتي وطني لإدارة الرياضيين اشتمل على المعلومات والبيانات الخاصة بجميع الرياضيين، بما في ذلك بيانات مرتبطة بالعلوم الرياضية، ومراحل التعلم والتدرب، وتاريخ الإصابات الرياضية. وساعد هذا النظام على تكوين تصورات وبيانات حول تدريبات اللاعبين، وبالتالي إعداد وتحسين برامج التدريب في المستقبل.