رسالة الرئيس

message

 

يسعدني، بصفتي رئيسًا للجنة الأولمبية القطرية، أن أُسهم في خدمة وطننا العزيز، الذي يُولي اهتمامًا كبيرًا بالرياضة، وأن أقود المسيرة الرياضية لبلدي هذا البلد نحو المزيد من التميّز على المستوى الأولمبي، حيث تتجاوز رسالتنا حدود الإنجاز الرياضي، لتُجسّد التزام دولة قطر الراسخ بقيم التميّز والوحدة، وبقدرة الرياضة على إحداث تغيير إيجابي في حياة المجتمعات.
 

منذ تأسيسها عام 1979، حرصت اللجنة الأولمبية القطرية على استضافة أبرز البطولات الرياضية العالمية، بهدف تعزيز مكانة دولة قطر، وتسليط الضوء على قدراتها التنظيمية، والتعريف بثقافتها وكرم ضيافتها، وتشجيع مختلف فئات المجتمع في قطر والمنطقة والعالم على ممارسة الرياضة والمشاركة الفعالة فيها.
 

نقف اليوم بثقة واعتزاز في طليعة الدول الرائدة في استضافة الأحداث الرياضية العالمية، بعدما أثبتنا قدرتنا على تنظيم كبرى البطولات، وفي مقدّمتها كأس العالم FIFA قطر 2022، وبطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، بالإضافة إلى العديد من البطولات الأخرى على مدار العقود الأخيرة. وقد عزّزت دولة قطر مكانتها كوجهة رياضية عالمية، توفّر أفضل المقومات للرياضيين، وتُتيح لهم فرصة التنافس في أجواء احترافية تمهّد الطريق أمامهم لتقديم أفضل ما لديهم. كما تستعد الدوحة لاستضافة المزيد من البطولات الكبرى، ولعل أبرزها: بطولة العالم للرماية 2026، وكأس العالم لكرة السلة 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2030 — في سلسلة من المحطات المفصلية التي تؤكد التزامنا الراسخ بدعم الحركة الرياضية العالمية.
 

برهن رياضيو فريق الأدعم على المكانة الواعدة التي تحظى بها الرياضة في بلادنا، ويحرصون على تمثيلها خير تمثيل في مختلف المحافل الدولية. فمن المشاركة التاريخية لنجمات الأدعم — نور المالكي، ندى عرقجي، بهية الحمد، وآية مجدي — في أولمبياد لندن 2012، وصولًا إلى فارس إبراهيم ومعتز عيسى برشم، اللذان أهديا دولة قطر أولى ميدالياتها الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، شكّل فريق الأدعم مصدر إلهام للملايين، وأثبت لاعبوه قدرتهم على تخطّي كافة العقبات وتحقيق إنجازات كبرى تُسهم في ترسيخ مكانة قطر على الساحة الرياضية العالمية.
 

لا يقتصر دورنا كلجنة أولمبية وطنية على دعم رياضيّي النخبة فحسب، بل نؤمن إيمانًا راسخًا بقدرة الرياضة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات، ونعمل على غرس القيم الأولمبية وتعزيز حضورها في مختلف جوانب الحياة، لضمان استفادة جميع أفراد المجتمع من الجوانب الإيجابية للرياضة. نحرص في اللجنة الأولمبية القطرية على أن تكون الرياضة عنصرًا أساسيًا في أسلوب حياة الجميع، من فتيان وفتيات، رجال وسيدات، كباراً وصغاراً، ورياضيين أولمبيين، وذوي الاحتياجات الخاصة.
 

تتبنّى اللجنة الأولمبية القطرية رؤية واضحة: "لنكن وطنًا رائدًا يجمع العالم من خلال تنمية رياضية مستدامة"، وهي رؤية تنسجم مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وتعكس قناعتنا الراسخة بأن الرياضة تُشكّل لغة عالمية تتخطى الحواجز، وتُقرّب بين الشعوب باختلاف ثقافاتهم. ومن خلال التزامنا بنشر ثقافة الرياضة والنشاط البدني في مختلف أنحاء بلادنا، نعمل على بناء مجتمع يتمتع بالصحة والحيوية، بما يتيح لنا مدّ جسور الصداقة والتعاون مع العالم.
 

ومع تطلّعنا إلى المستقبل، سنمضي قدمًا في فتح أبواب قطر أمام العالم، وسنستثمر في منشآتنا الرياضية ومرافقنا العالمية لدعم وتطوير الرياضة على المستوى الدولي. وسنواصل التزامنا بتعزيز أواصر التعاون مع اللجان الأولمبية الوطنية، واللجنة الأولمبية الدولية، والاتحادات الرياضية الدولية، إلى جانب المؤسسات التعليمية والمنظمات غير الحكومية، بما يُتيح تبادل الخبرات، ويُعزّز الابتكار، ويُسهم في تحقيق نمو مستدام. يُشكّل تركيزنا على مبادئ الاستدامة ضمانة حقيقية لأن يمتدّ الأثر الإيجابي لإرثنا الرياضي إلى الأجيال القادمة، كما تضمن رؤيتنا الشاملة إتاحة الفرصة لجميع أفراد المجتمع لممارسة الرياضة.
 

معًا، سنواصل الارتقاء بمكانة قطر على الساحة الرياضية الدولية، متمسّكين دومًا بالقيم الأولمبية المتمثّلة في التميّز، والصداقة، والاحترام.


جوعان بن حمد آل ثاني 
رئيس اللجنة الأولمبية القطرية