المبارزة | Team Qatar

تُمارس المبارزة منذ آلاف السنين، وقد نشأت بصورتها الحديثة كجزء من التدريب العسكري. وتطورت لتصبح رياضة قائمة بذاتها في أواخر القرن التاسع عشر، حيث بدأت تكتسب شهرة واسعة بفضل طابعها الذي يجمع بين الدقة والسرعة والاستراتيجية.

ظهرت منافسات المبارزة للرجال في البرنامج الأولمبي منذ النسخة الأولى للألعاب في أثينا عام 1896، بينما انضمت السيدات إلى المنافسات الأولمبية في هذه الرياضة لأول مرة في أولمبياد 1924. ومنذ ذلك الحين، حافظت المبارزة على مكانتها كواحدة من أكثر الرياضات الأولمبية تميزاً، لما تحمله من تراث عريق وروح تنافسية عالية.

تُقام اليوم منافسات فردية وجماعية للرجال والسيدات في ثلاث فئات رئيسية هي: الشيش، وسيف المبارزة، والسيف العربي (السبْر). وتُلعب المنافسات الفردية بنظام الإقصاء المباشر، حيث يتواجه اللاعبون وجهاً لوجه حتى يتأهل فائز واحد. أما في المنافسات الجماعية، فيتنافس ثلاثة لاعبين من كل فريق بنظام التتابع عبر تسع جولات، ويتوج الفريق الذي يصل أولاً إلى 45 نقطة أو الفريق المتصدر عند انتهاء الوقت.

تُقام النزالات على ساحة اللعب المسماة "بيست" بطول 14 متراً وعرض 1.5 متر، ويرتدي اللاعبون بدلات مجهزة بحساسات إلكترونية متصلة بنظام تسجيل النقاط، يضمن احتساب اللمسات الصحيحة فوراً وبدقة عالية. وتُمثل المبارزة مزيجاً فريداً من التقاليد والحداثة، مما يجعلها من أكثر الرياضات جاذبية في الألعاب الأولمبية.

الاتحاد القطري للمبارزة

تأسس الاتحاد القطري للمبارزة عام 2000 ليكون الجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم وتطوير هذه الرياضة الأولمبية في الدولة، وذلك تحت مظلة اللجنة الأولمبية القطرية وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي للمبارزة (FIE). ومنذ انطلاقه، حرص الاتحاد على بناء منظومة متكاملة ترتكز على اكتشاف المواهب، وتوسيع قاعدة المشاركة، وتطوير الكوادر الفنية والتحكيمية، وصولاً إلى إعداد منتخبات وطنية قادرة على المنافسة الإقليمية والقارية والدولية.

يُشرف الاتحاد على مختلف الأسلحة الثلاثة المعتمدة في رياضة المبارزة: السيف العربي (Sabre)، سيف المبارزة (Épée)، وسلاح الشيش (Foil)، ويقدم برامج تدريبية متخصصة تشمل الفئات السنية والناشئين من خلال مراكز وأكاديميات بالتعاون مع المدارس والأندية. وقد شهدت السنوات الأخيرة بروز عدد من المبارزين القطريين الذين سجلوا مشاركات فاعلة في بطولات الخليج والعرب وآسيا، وحققوا ميداليات مشرفة، لا سيما في الفئات العمرية الصاعدة.

وقد نجح الاتحاد في ترسيخ مكانة قطر كمركز مهم في المنطقة لرياضة المبارزة، من خلال استضافة العديد من البطولات، من أبرزها بطولة الخليج للمبارزة، وبطولات عربية وآسيوية للناشئين والشباب، إضافة إلى تنظيم ورش ودورات تدريب وتحكيم بالتعاون مع الاتحادين العربي والآسيوي. كما يسعى الاتحاد إلى تمكين المرأة في هذه الرياضة، حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد المبارزات القطريات، وإدماج المبارزة ضمن الأنشطة المدرسية لتعزيز الانتشار المجتمعي.