المصارعة

تُعد المصارعة واحدة من أقدم الرياضات التنافسية التي عرفها الإنسان، حيث تعود جذورها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، مع اكتشاف رسومات كهفية في فرنسا ومنغوليا تُجسّد مشاهد لمصارعين في أوضاع مختلفة. وقد دخلت المصارعة البرنامج الأولمبي القديم عام 708 قبل الميلاد، لتصبح اختباراً جوهرياً للقوة والمهارة والتحمّل.

 

عند انطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة عام 1896، كانت المصارعة من أولى الرياضات التي أُدرجت في البرنامج، باعتبارها تجسيداً حياً لروح الألعاب القديمة. آنذاك، تم إحياء نمط المصارعة الرومانية-اليونانية (Greco-Roman)، والتي تقتصر فيها الهجمات على الجزء العلوي من الجسم، ويُمنع استخدام الأرجل في الهجوم أو الدفاع. يتطلب هذا النوع من المصارعة قوة بدنية هائلة، إلى جانب القدرة على الرفع والرمي والسيطرة باستخدام الجزء العلوي فقط من الجسد.

 

في عام 1904، انضم نمط المصارعة الحرة (Freestyle) إلى البرنامج الأولمبي، فاتحاً المجال لتكتيكات أكثر تنوعاً. حيث يُسمح باستخدام الأرجل في الدفع والرَفْع والتعثر، كما يمكن الإمساك بالخصم من أي جزء في الجسم. تتطلب المصارعة الحرة مزيجاً من القوة والرشاقة والدقة الذهنية، ما يجعلها ساحة نزال حقيقية للقدرات الشاملة.

 

في أولمبياد باريس 2024، تنافس الرجال ضمن ست فئات وزنية في كلٍ من المصارعة الحرة والرومانية-اليونانية. أما مصارعة السيدات، التي انطلقت أول مرة في أولمبياد أثينا 2004، فقد استمرت في النمو، وشهدت أيضاً ست فئات وزنية في أسلوب المصارعة الحرة. حيث تُقام منافسات المصارعة الأولمبية بنظام الإقصاء المباشر، حيث تُحسم كل مباراة إما بالنقاط أو بالفوز "باللمس"، عندما يتمكن أحد اللاعبين من تثبيت كتفي خصمه على الأرض. تتجاوز المصارعة حدود القوة البدنية؛ فهي تتطلب توازناً دقيقاً وتفكيراً استراتيجياً وردود فعل سريعة.

 

اليوم، تظل المصارعة أحد أركان البرنامج الأولمبي، حيث تُمثل مزيجاً فريداً من الإرث التاريخي والبراعة الرياضية الحديثة، وتُجسّد صراعاً ذهنياً وجسدياً يجمع بين تقاليد آلاف السنين وروح التنافس في العصر الحديث.


الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة

تأسس الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة عام 2006 ليكون الجهة الرسمية المسؤولة عن تطوير وتنظيم هاتين الرياضتين الأولمبيتين في دولة قطر، تحت إشراف اللجنة الأولمبية القطرية. ويُشرف الاتحاد على المنتخبات الوطنية، وإعداد المدربين والحكام، وتنظيم البطولات المحلية والدورات التدريبية، بالإضافة إلى تمثيل دولة قطر في البطولات والمؤتمرات القارية والدولية.
 

في مجال الملاكمة، حقق الاتحاد تقدماً ملحوظاً خلال العقد الماضي من خلال تطوير قاعدة الممارسين في الفئات السنية، وإطلاق برامج لصقل المواهب الواعدة. كما شارك المنتخب القطري في بطولات الخليج والعرب وآسيا، إضافة إلى إطلاق برامج متخصصة لدعم الملاكمة النسائية بمشاركة قطرية في بطولات دولية للسيدات.
 

أما في مجال المصارعة، فيُشرف الاتحاد على تطوير المصارعة الرومانية والحرة، ويعمل على نشر اللعبة بين الشباب والناشئين بالتعاون مع الأندية ومراكز التدريب. وقد شارك منتخب المصارعة في عدد من البطولات الخليجية والعربية، ونجح في حصد ميداليات في بطولات غرب آسيا للفئات العمرية. كما يعمل الاتحاد حاليًا على تأهيل جيل جديد من المصارعين من خلال برامج موجهة للفئات السنية والمدارس.
 

من حيث الاستضافة، نظم الاتحاد عددًا من البطولات الإقليمية والمعسكرات الدولية، منها:

  • بطولة الخليج للملاكمة للشباب والرجال
  • بطولة غرب آسيا للمصارعة
  • دورات تدريبية وتحكيمية تحت إشراف الاتحادين الدوليين للملاكمة والمصارعة
    ويواصل الاتحاد جهوده لتوسيع قاعدة المشاركة، وتطوير الأداء الفني، ورفع تمثيل قطر في المحافل الأولمبية والعالمية.
alt
الشيخ/ فهد بن خالد آل ثاني
الرئيس
alt
السيد/ سلطان حسن الجمالي
الأمين العام

اتصل

''

الاتحاد القطري للملاكمة والمصارعة

هاتف : 44944265

فاكس: 44944260

البريد الإلكتروني : boxing@olympic.qa

الموقع الإلكتروني : http://www.qatarboxingfederation.com